حليب الأنعام ما بين الدم والفرث The cattle milk between blood and dung


الموضوع ينقسم إلي قسمين رئيسيين: 
أ - فائدة لغوية في قوله تعالي (بطونه أو بطونها) 
ب - استخراج اللبن من بين الفرث والدم بدون ان يختلط بأحدهما أو كليهما 


يقول الله تعالى
 (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَناً خَالِصاً سَآئِغاً لِلشَّارِبِينَ )النحل66
وإن لكم -أيها الناس- في الأنعام -وهي الإبل والبقر والغنم- لَعظة، فقد شاهدتم أننا نسقيكم من ضروعها لبنًا خارجًا من بين فَرْث -وهو ما في الكَرِش- وبين دم خالصًا من كل الشوائب، لذيذًا لا يَغَصُّ به مَن شَرِبَه.

التفسير العلمي للآية الكريمة 
منذ أن أنزل الله سبحانه هذه الآية المباركة وبعد مضي أكثر من 1400 سنة لم يزدعلماء الأرض على الحقيقة التي جاء بها القرآن الكريم والتي انفرد بها عن بقية كتب الأرض والسماء وذلك فيما يتعلق بأن الحليب (اللبن milk) الذي هو خالص (يعني مصفى) وسائغ (مستطعم ومستساغ بفضل احتوائه على المشهيات وهي الدسم والسكر) لا يتشكل إلا من مواد موجودة ما بين الفرث ( والفرث هو محتويات الكرش من علف مخمر بفعل جراثيم نافعة تساعد على تخمير الأعلاف المعقدة الهضم) ومن مواد موجود قسم منها في الدم بالأصل وقسم يأتي إلى الدم من الكرش


لطيفة لغوية 
(بطونه)
يقول الله تعالى
 (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَناً خَالِصاً سَآئِغاً لِلشَّارِبِينَ )النحل66
 أريد أن أشير إلى الكلمة (بطونه) ولما لم يقل جل شأنه وعظم سلطانه (بطونها) والجواب للتدليل على مفرد الأنعام أي أن كل لبونة أنثى من الأنعام وهي أربعة أنواع نسقيكم من بطونها حيث كل حيوان من الأنعام الأربعة له (من 3 في الجمل إلى 4 بطون في البقر والماعز والضأن) فلو قال (بطونها) لاعتقد البعض أنه يقصد بطن واحد لكل نوع من الأنعام.

(بطونها)
في آية أخرى قال تعالى
 (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ )المؤمنون21 
وتتمتع الأنعام بتعدد المعدات وبخاصية الاجترار وبقاء الطعام مدة طويلة لتخميره للحصول على قدر كبير من هضم وامتصاص الطعام وتحويله إلى إنتاج سواء لحم أو حليب مواد أخرى، رغم أن الله جل جلاله قال بـ(بطونها) ولكن هنا يدلل على كل الأنعام بأن فيها منافع كثيرة ومن لحمها تأكلون فلا حاجة لذكر تعدد البطون لكل نوع من الأنعام ولا حاجة لذكر مساهمة هذه البطون في عملية إنتاج الحليب.


 كيف تتحول مواد ما بين الفرث والدم إلى اللبن الخالص السائغ؟

ما هو بالتحديد ما بين الفرث؟
 (على اعتبار أن الفرث هو العلف الخشن ذو الألياف المعقدة والعلف الناعم الموجود داخل الكرش المحتوي على البروتين العادي والبروتين الغير قابل للامتصاص (يحوي نيتروجين ممكن الاستفادة منه في صنع البروتين العادي وهو ما يسمى بالبروتين البكتيري ) والمحتوي على السكريات السهلة الامتصاص والمعقدة كألياف السيليلوز وشبيه السيليلوز والنشا والمحتوي على الدهون بأنواعها المفسفرة والسكرية والثلاثية والممزوج باللعاب القادم من الفم والعصارة القلوية التي تفرز داخل الكرش وممزوج بملايين البكتيريا والطلائعيات protozoa التي تعمل على تخميره والمساعدة في هضم وامتصاص قسم منه) و إليك علمياً بالتحديد ما بين الفرث كالتالي:

1. سكر الجلوكوز والذي غالبيته يساهم بدرجة كبيرة قي تكوين التالي(الأحماض الدهنية المتطايرة).

2. أحماض دهنية متطايرة (volatile fatty acids) وهذه تعتبر أساسية في تصنيع الحليب وهي حسب نسبة تكونها في الكرش:حامض الخليك acetic acid حوالي 65%وحامض البروبيونكب(propionic acid)حوالي20% وحامض البيوتيرك butyric acid حوالي 15%

3. غازات مثل: الميثان والأمونيا(تساهم في تكوين البروتين البكتيري) وثاني أكسيد الكربون.

4. مجموعة اللاكتات ( دورها محدود تتكسر في الكبد إلى جلوكوز)(lactates).

5. بروتينات( منها مصدره علفي والآخر بكتيري) وأحماض أمينية نتجت من هضم الكرش للبروتين.

6. دهون (منها البكتيرية المفسفرة والأحماض الدهنية المشبعة والأحماض الدهنية الحرة والأخيرتين نتجتا من هضم الكرش للدهن العلفي)

يتم امتصاص (الأحماض الدهنية المتطايرة) وخاصة حامض الخليك والبروبيونك عبر جدار الكرش حيث تدخل في مجرى الدم أما حامض البيوتيرك فيتحول خلال جدار الكرش إلى كيتون وهي مركبات سامة تدخل الدم ولها معدل معين مسؤولة عن تكوين الدسم في الدم(الجليسرول) وفي الحليب.

ويتم امتصاص متكسرات الدهون(جليسرايدات ثلاثية) والبروتين(الأحماض الأمينية) وبقية الجلوكوز المتكسر من النشا العلفي عبر جدار الأمعاء المسؤولة بتخصص عن الامتصاص.

تدخل المواد الممتصة في الدم البوابي الوارد للكبد للإجهاز عليها وتكسيرها إلى أبسط مركبات ليضخها القلب إلى جميع أنسجة والنسيج الذي يهمنا هنا الضرع مصنع الحليب.

ما الذي يحدث داخل الضرع؟ 
يتزود الضرع بالدم بشرايين أدق من أوردتها وذلك له حكمة إلهية للإبقاء على أكبر كمية من المواد الزلالية (البروتينية) والتي هي صعبة التحرك لحجمها كمان أن للضرع فقط وريدين ضخمين ظاهرين يجمعان الدم من عدة شعيرات وريدية، و الضرع عبارة عن نسيج دهني متصل بالجسم (وكل الضرع يتصل بالجسم بواسطة رابطتين قويتين( ligaments) يغلف هذا النسيج مجموعة خلايا غدية تكون مسؤولة عن إفراز الحليب المعهود في سيفون الضرع حيث يتم تجميعه وفيما بعد حلبه عبر الحلمات.

 وجه الإعجاز الرباني هنا 
إن دم الضرع مختلط بدم الجسم
يُسمح لمكونات تدخل الضرع ولأخرى لا بسمح لها (مثل معجزة اتصال البحرين المالح والعذب)حيث يدخل الجلوكوز(الذي تكون من البروبيونات) الضرع ليكون سكر الحليب (اللاكتوز) ويشكل دسم الحليب من الأحماض الدهنية الأحادية ومركبات الكيتون والخلات(acetates) ومن الجليسرول (الذي ينشأ من الجلوكوز والجليسرايدات الثلاثية) أما بروتين الحليب الذي غالبه الكازيين (casein)فيتكون من الأحماض الأمينية المحلولة في الدم – كل ذلك يحدث ضمن تفاعلات كيميائية تشكل غاية في الروعة والإعجاز. ليخرج إلينا طيباً سائغاً للشاربين بدون أن يختلط بدم أو فرث فمن أعلم محمد صلى الله عليه وسلم بكل هذا التفاصيل المعقدة.


The topic is divided into two main sections:

A - The linguistic benefit of the Almighty's saying (her bellies as Btonha or Btonh in Arabic language)

B - Extracting milk from between the excrement and blood without mixing with either or both of them


Allah says 
 (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَناً خَالِصاً سَآئِغاً لِلشَّارِبِينَ (النحل66)
 “And indeed, for you in livestock is a lesson. We give you to drink from what is in their bellies - between excrement and blood - pure milk, palatable to drinkers.” (An-Nahl 66)
And indeed, O people, in livestock - which are camels, cows, and sheep - there is a lesson for you. You have witnessed that We give you to drink from their udders milk, emerging from between excrement and blood, pure and delicious, so that whoever drinks it does not choke.


The Scientific Interpretation of the Noble Verse
Since God Almighty revealed this blessed verse, and after more than 1,400 years have passed, scientists on earth have not added to the truth contained in the Holy Quran, which distinguishes it from all other books on earth and in heaven. This is regarding the fact that milk, which is pure (meaning filtered) and palatable (tasty and palatable thanks to its content of appetizers, namely fat and sugar), is only formed from substances found between excrement (excrement is the contents of the rumen of fodder fermented by beneficial bacteria that aid in the fermentation of difficult-to-digest fodder) and substances, some of which are present in the blood itself, and some of which come to the blood from the rumen.


How do the substances between manure and blood transform into pure, palatable milk?

What exactly is manure?

(Considering that manure is the coarse feed with complex fibers, and the fine feed inside the rumen, which contains both normal protein and non-absorbable protein (containing nitrogen that can be used to make normal protein, called bacterial protein), and contains easily absorbable and complex sugars such as cellulose fiber, cellulose-like fiber, and starch, and contains lipids of various types, including phospholipids, saccharides, and triglycerides, and is mixed with saliva coming from the mouth and the alkaline juice secreted inside the rumen, and is mixed with millions of bacteria and protozoa that ferment it and aid in the digestion and absorption of some of it.) Here is the scientific definition of manure:


1. Glucose, the majority of which contributes significantly to the formation of the following (volatile fatty acids).


2. Volatile fatty acids: These are essential for milk production. Depending on their composition in the rumen, they include: acetic acid (approximately 65%), propionic acid (approximately 20%), and butyric acid (approximately 15%).


3. Gases such as methane and ammonia (contribute to bacterial protein formation) and carbon dioxide.


4. Lactate group (its role is limited and is broken down in the liver into glucose).


5. Proteins (some of which are feed-derived and others bacterial) and amino acids produced by rumen protein digestion.


6. Fats (including bacterial phosphorylation, saturated fatty acids, and free fatty acids, the latter two resulting from the rumen's digestion of feed fat).


Volatile fatty acids, especially acetic and propionic acids, are absorbed through the rumen wall and enter the bloodstream. Butyric acid is converted through the rumen wall into ketones, toxic compounds that enter the bloodstream at a specific rate and are responsible for the formation of lipids in the blood (glycerol) and milk.


Fat fragments (triglycerides), proteins (amino acids), and the remaining glucose broken down from feed starch are absorbed through the intestinal wall, which is specifically responsible for absorption.


The absorbed substances enter the portal blood supply to the liver, where they are processed and broken down into simpler compounds, which the heart pumps to all tissues. The tissue of interest here is the udder, the milk factory.


What happens inside the udder?

 The udder is supplied with blood by arteries finer than its veins. This is a divine wisdom to preserve the largest possible amount of proteinaceous material, which is difficult to move due to its size. Furthermore, the udder only has two large, visible veins that collect blood from several venous capillaries. The udder is a fatty tissue connected to the body (the entire udder is connected to the body by two strong ligaments). This tissue surrounds a group of glandular cells responsible for secreting the usual milk into the udder siphon, where it is collected and later milked through the teats.


The divine miracle here is

 that the blood from the udder is mixed with the body's blood. Some components are allowed to enter the udder, while others are not (like the miracle of the connection between the salty and fresh seas). Glucose (formed from propionate) enters the udder to form milk sugar (lactose). Milk fat is formed from monounsaturated fatty acids, ketone compounds, acetates, and glycerol (formed from glucose and triglycerides). As for the milk protein, which... Most of it is casein, which is made up of amino acids dissolved in the blood—all of which occurs in a chemical reaction that is extremely wonderful and miraculous. This results in a pleasant, pleasant taste for the drinker, without being mixed with blood or feces. Who could have informed Muhammad, peace and blessings be upon him, of all these complex details?


Comments

Post a Comment